فى يوم الأحد ، الموافق الخامس من يونيو ، عام 2011 ، خرج المنتخب المصري صفر اليدين من تصفيات كأس الأمم الأفريقية المؤهلة لنهائيات 2012 ... عقب تعادله المخزى أمام منتخب "جنوب أفريقيا" فى ملعب الكلية الحربية ، لتنتهى مرحلة كان يجب أن تنته منذ فترة طويلة عقب خروج المنتخب أيضا من أسهل تصفيات لكأس العالم 2010 ، وتبدأ مرحلة جديدة !
عفوا ، لا تعتقد سيدى القارئ أنى أستغل الموقف لأهاجم الجهاز الفنى واللاعبين الذين حققوا لمصر 3 بطولات أفريقية متتالية ، ولكن بالرجوع إلى الخلف قليلا ، ستجد أنى كتبت كثيرا عن وجود أخطاء بالجملة فى إدارة المنتخب المصري ، وقبلها إدارة اتحاد الكرة المصري الذى ظل يتوارى دائما خلف انتصارات كبيرة بالفعل حققها جيل ذهبى ، للأسف لم يستغل فرصته الكبرى والكم الكبير من المواهب ليصل إلى كأس العالم ولو لمرة واحدة ، وكانت النهاية بالأمس أمام منتخب جنوب أفريقيا ( العادى جدا ) عقب تعادل اعتدنا عليه فى أى مباراة حاسمة ، وفوق أرضنا ووسط جماهيرنا ..
توقعت تلك النتيجة قبل المباراة ، لأنها منطقية ومقبولة جدا ، نظرا للبداية السيئة فى تلك التصفيات وأيضا حالة الجمود التى طالت المنتخب وإدارة اتحاد اللعبة كلها طيلة العام الماضى ، فعقب الخروج من تصفيات كأس العالم الأخيرة ، وبدلا من محاسبة المُقَصِّر ( المعروف ) وبدء عملية الإحلال والتجديد ، والتى كانت صارت حتمية عقب تصريحات البعض "المستفزة" جدا وكأن المنتخب وقتها فاز ووصل إلى النهائيات ، وأخرج البعض ( لسانه ) للجميع متحديا من يجرؤ وينتقده ... ثم كانت البطولة "المُسَكِّنة" – بطولة كأس الأمم 2010 – والتى انتهت بنتاج عبقرى عن قريحة اتحاد الكرة بالتجديد لنفس الجهاز الفنى ( مع كامل الاحترام له ) الذى تحمل نتيجة الخروج من التصفيات وقتها ، وكان يجب عليه أن يوجه إليه الشكر العميق ، ويمنح الفرصة لوجوه جديدة ودماء أخرى على كل الأصعدة .. ولكن هكذا كان يُدار كل شئ وأى شئ فى مصر ، وربما لا يزال !!
تذكرت أثناء متابعة لقاء المنتخب بالأمس ، مباراة الجزائر بالقاهرة ثم السودان ، دارت أمامى أحداث مباراة أمريكا فى كأس القارات ، تحركت صور لمباراة سيراليون وأيضا النيجر ، مرت أمام عينى لقطات مباراة كوت ديفوار الثانية فى تصفيات كأس العالم 2006 ... أعلم أن هناك نجاحات كبيرة ( لعل بطولة الأمم 2008 هى الأبرز فى رأيى بالنسبة لفكرى المتواضع ) .. أما تلك المباريات المذكورة ، فكانت دوما تبرز ما يحدث فى اللقاءات الفاصلة الحاسمة التى تحتاج إلى لمسة "الساحر" الفنية فى إدارتها ، والخطايا والابتكارات العجيبة التى ارتكبت طيلة تلك المباريات ، بلا حساب أو نقاش .. وهذه ليست كرة قدم وهذا ليس إعلاما ولا إدارة !
عشوائية قاتلة ، هجمات نادرة فى شوط أول من قبل فريق يسعى للفوز فقط ، تمرير خاطئ بالجملة ، لا ضغط مطلقا ، فقد للكرة بغزارة من قِبَل من يفترض بهم قيادة الفريق ، ندرة التسديدات فى الشوط الأول ، وعدم دقتها عموما طوال المباراة مع استثناءات قليلة للغاية ، بالإضافة إلى فرص قليلة حتى مع السيطرة السلبية على الكرة ، بل وكانت الخطورة للمنتخب الضيف ( والذى بمنتهى الأمانة يستحق الفوز بتلك المباراة بفارق هدفين على الأقل ، مع التأكيد أن منتخبنا استحق ركلة جزاء ) ...
ولا يمكن إنكار دور الجهاز الفنى المميز فى الإجهاز على فريقه ( الغير متواجد فى ملعب المباراة أساسا ) ، حيث أجرى تغييرا واحدا فقط صحيحا ( بخروج زيدان ودخول جدو – رغم خطأ إشراك زيدان من الأساس ) ، وقدم فاصلا من "العك" الكبير بإخراج ( صانع اللعب الوحيد فى المنتخب "شيكابالا" والدفع برأس حربة جديد ) ثم تغيير "استهلاكى" للشهرة السلبية بدخول "عمرو السولية بديلا لمحمود فتح الله" ، وهو التغيير الذى يستحق أن يدخل موسوعة "شحاتة الأسطورية" فى التغييرات الأسوأ على الإطلاق ، وعفوا عزيزى القارئ ، هلا أخبرتنى وشرحت لى معنى هذا التبديل الذى لم يستوعبه عقلى السطحى حتى الآن !
الفقرتان السابقتان فى رأيى تلخصان تماما كيف سارت المباراة ، فحتى عندما تحسن الأداء قليلا فى الشوط الثانى ووصلنا إلى المرمى ، افتقدنا للمسة الأخيرة أو التمريرة القاتلة ، بالإضافة إلى سوء حالة تركيز أغلب اللاعبين تقريبا باستثناء الحضرى الذى أخطأ مرة واحدة فقط بشكل كبير ، ومع حالة استفاقة أصابت أحيانا "فتحى ومعوض" ولكنها لم تستمر ..
عدة أسئلة سأوجهها فقط لعلنى أجد إجابة ! ... لماذا لعب "زيدان" تلك المباراة وهو الذى لم يقدم تقريبا أى شئ ربما باستثناء لعبة واحدة فقط مؤثرة ؟ ، ولماذا يلعب "أحمد المحمدى" مع منتخب مصر ؟ فهو لاعب زائد للفريق الخصم فى أغلب مبارياته الأخيرة مع منتخب بلاده ونحن فى غنى عن هذا الأداء المثير للـــ .... ( لا تعليق أفضل ) ؟ ... كيف تلعب برأسى حربة ومهاجم متأخر ، بلا عقل مفكر أو ممول لهم ؟
الخلاصة أننا خرجنا من التصفيات ، وهى ليست كارثة ، فالكاميرون تسير معنا وربما الجزائر وغيرها ... ومن الآن ، لو لم تستعد الكرة المصرية كلها إداريا وفنيا وفكريا وتخطيطا لتصفيات كأس الأمم 2013 بإذن الله ( والتى سيكون نظامها صعبا علينا لأننا خارج البطولة المقبلة ) ومن بعدها "التصفيات الصعبة جدا فى طريقتها هذه المرة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014" .... فلنقل على الكرة المصرية السلام ، ودعونا نجلس لنستمتع بالحروب الوهمية التى يخوضها الإعلاميون سويا ، ومواجهات بلا نتيجة بين جمعيات عمومية وأندية تبحث عن رزقها وبين اتحاد لعبة لم نر أبدا له ولو بصمة حقيقية فنية إدارية ...
نعم ، نوجه الشكر لهذا الجيل ، الذى أصاب وأخطأ ، أسعدنا كثيرا وأخفق فى محطات هامة للغاية .. ولكنى احمله مسئولية الإبقاء على تلك المنظومة التى كان يجب أن تنهار منذ سنوات ، ولولا حماسهم ورجولتهم فى مواقف عديدة لما استمر البعض على مقعده .. وحانت لحظة التغيير ... حانت لحظة الرحيل !
التحليل الرقمي للمباراة
ساهم في تقديمه / الزميل أ. أحمد خليل
لن أعلق كثيرا ، فقط أترك للقارئ العزيز كل الأرقام ليحكم هو بنفسه ويرى كل شئ بدقة بالغة
الإحصائيات العامة للقاء
الأداء المؤثر للاعبين ودقة التمرير
هجمات الفريقين
معدل التمرير الصحيح للفريقين
معدل التمرير الخاطئ للفريقين
اتجاهات التمرير الخاطئ للأهلى
تقييم أداء عصام الحضرى
** 12 تسديدة للمنتخب المصري منها 4 بين القائمين والعارضة ( بنسبة دقة 33% ) ، مقابل 8 تسديدات لمنتخب جنوب أفريقيا منها 5 بين القائمين والعارضة بنسبة دقة ( 62.5% ) !
** 25 هجمة مصرية اكتمل منها 10 ، مقابل 8 فقط لجنوب أفريقيا اكتمل منها 5 ، بلغت نسبة نجاح المنتخب فى تشكيل خطورة منها 40% فقط مقابل 62.5% للفريق الضيف .. هجوم مصر من الجبهة اليسرى كان الأغزر ولكن بدقة 50% فقط بينما كان هجوم العمق ضعيف جدا عكس ما قدمه المنتخب الجنوب أفريقى من جبهته الهجومية فى العمق !
** 23 خطأ ارتكبه لاعبو جنوب أفريقيا تمكنوا بهم من عرقلة هجمات مصرية عديدة ، مقابل 12 خطأ ارتكبه لاعبو المنتخب المصري ضد لاعبى الفريق الضيف .
** حصل المنتخب المصري على 11 ركلة ركنية لم يستفد من أى منها ولم يشكل خطورة تذكر سوى فى لعبة واحدة فقط ، مقابل 3 ركنيات لمنتخب الأولاد كاد أن يحرزوا منها فى مرتين !
** نسبة استحواذ كبيرة للمنتخب المصري على الكرة ( 68% ) ولكنه استحواذ سلبى ، حيث شكل خطورة نادرة فى الشوط الأول ومع تحسن طفيف فى الأداء خلال الشوط الثانى ، ظلت الخطورة الفائقة من نصيب منتخب البافانا بافانا ..
** لم يسدد ثلاثى الهجوم ( شيكابالا وعبد الظاهر وزيدان ) سوى كرة واحدة بين القائمين والعارضة وكانت من نصيب الأول بينما كان للثانى تسديدة واحدة خارجهما واثنتين للأخير أيضا ... بينما كان حسنى عبد ربه هو أكثر من سدد على المرمى (3 مرات بينها مرة واحدة فقط بين القائمين والعارضة) و احمد فتحى سدد مرتين إحداهما بدقة والأخرى لا .
** صنع المنتخب المصري 7 فرص تهديفية فقط طوال المباراة ، كان سيد معوض هو الأكثر صناعة لها ( فرصتين ) .
** أرسل الفريق 10 كرات عرضية صحيحة ومثلها غير دقيقة ، أى بنسبة 50% .. أرسل منها معوض 7 بينها 3 صحيحة و أرسل فتحى 4 بينها 2 صحيحة ... وأرسل أحمد المحمدى 3 عرضيات بينها 2 صحيحة !
** حسام غالى هو أكثر اللاعبين استخلاصا للكرة "10" ، بينما استخلص ثنائى الوسط "فتحى وعبد ربه" نفس عدد الكرات سويا !
** محمد زيدان هو أكثر من فقد الكرات ( 10 مرات ) ، تلاه شيكابالا وأحمد عبد الظاهر حيث فقد كل منهما 6 كرات مجانا لصالح المنافسين .
** محمد زيدان هو الأقل دقة فى التمرير "58%" ومرر 7 تمريرات صحيحة فقط مقابل 5 خطأ ! ، تلاه شيكابالا بدقة تمرير بلغت 67% فقط حيث مرر 16 تمريرة صحيحة و 8 خطأ !! .. وبلغت دقة تمرير كل من المحمدى ومعوض 78% فقط ، و طبقا لمركزه وعدد تمريراته كان أحمد فتحى هو أفضل ممرر للكرة بنسبة 85% ..
** مرر لاعبو المنتخب المصري 279 تمريرة صحيحة و 56 خطأ .. وبلغت نسبة التمرير الأمامى الخاطئ ( 58% ) حيث مرر الفريق 32 تمريرة أمامية خاطئة أثرت كثيرا على اكتمال هجماته حتى النهاية .
** سيد معوض هو أكثر من مرر الكرة بشكل غير دقيق ( 11 مرة ) ثم عبد ربه (9) وشيكابالا (8 كرات) !
** عصام الحضرى تألق بشدة فى المباراة كعادته دوما وأنقذ مرمى المنتخب من انفرادات وأهداف محققة ، بلغت دقته فى التعامل مع التسديدات على مرماه 83% ، والكرات العرضية وتشتيت الكرة 100% ، وخرج من مرماه مرتين لينقذه من هجمات قاتلة مقابل خروج واحد خاطئ فقط بنسبة 66% .