و ما النقاط التي تجذبك للعمل في مصر ؟
الحياة الاجتماعية هنا أفضل بكثير .. هناك الحياة كلها خلف الأبواب المغلقة، الجو حار جداً، تبقى في الفندق دائماً، سلوك الناس و ثقافتهم مختلف .. لا أستطيع الذهاب للشاطئ حتى، و عاداتي و تقاليدي في البرتغال عكس ذلك تماماً، أحب الخروج و الذهاب للمطاعم و المقاهي و الأماكن الترفيهية و هذا صعب جداً هناك، ربما الناس هناك يستمتعون بتلك الحياة، لكن بالنسبة لي هو أمر صعب أن أبقى ثمانية أشهر ما بين العمل و الفندق فقط، أما هنا فالأمور مختلفة و أستطيع الاستمتاع بحياتي الاجتماعية دون مشاكل.
قبل قدومك هل كان لديك معلومات عن كرة القدم المصرية ؟
بالطبع كان لدي، رأيت المنتخب المصري في كأس الأمم الأفريقية في أنجولا و تحدث كثيراً جداً مع مانويل جوزيه و فيدالجو عن كرة القدم المصرية و تجربتهم المسبقة، دائماً كانا يحدثاني عن مصر و عن الأهلي و كلها كانت أمور إيجابية لم يذكروا لي سلبية واحدة.
عندما دعاك مانويل للعمل معه في مصر هل فكرت كثيراً أم أن القرار كان سهلاً ؟
لدي ثقة كبيرة في جوزيه .. فبعد الرحيل من السعودية حادثني مانويل و أخبرني أن النادي الأهلي طلبه و وافق على اصطحابه لفريق عمله بالكامل و طلب رأيي، فقلت له وقتها أنه قراره و أني موافق على أي قرار يتخذه، قال لي "الفريق يحتاج لإعادة بناء و يحتاجونني لهذا السبب .. عادة أفكر بعقلي لكني الآن أفكر بقلبي أيضاً" فوافقته على الفور و كان الأمر بسيط جداً.
لكنك تعلم أنه في مصر ليس لدينا العديد من التجارب لمدربين أجانب يأتون بطاقم كامل أو مدرب عام أجنبي و البعض يعتقد أن ذلك به مصاريف زائدة دون الحاجة إلى ذلك ؟
في الواقع لا أعلم إذا كنت أتقاضى راتباً أعلى من باقي المدربين في مصر، لكن عندما جاء مانويل جوزيه للتفاوض حدد طلباته و منها اصطحاب طاقمه و وافق الأهلي على ذلك، هذا الأمر ربما يكون غريباً بعض الشيء في مصر لكنه عادي جداً في كل الدور الأخرى، كل الأطقم الفنية تعمل معاً في كل مكان دون مشاكل، مورينيو ذهب لريال مدريد و معه 6 أفراد كطاقم فني بالرغم من أنه في أسبانيا لديهم مدربين أكفاء، حتى أثناء عمله في إنتر ميلان و تشيلسي كان معه مساعدين.. أمر عادي لأنهم يعطونه الثقة و يرغبون في منحه كل الظروف التي يرغب في توفيرها.
ماذا عن أحداث يناير و الثورة .. قرأنا أنك فكرت في الرحيل في ذلك الوقت..
بالطبع و هو وضع طبيعي، بالنسبة لي هي لحظة تاريخية و لن أنساها طوال حياتي، لكن في النهاية أنا لست في بلدي، أنا هنا للعمل في نادي رياضي ليس أكثر، أنا هنا للعمل الرياضي فقط و ليس السياسي و لا العاطفي .. إذا كان الناس سعداء فأنا سعيد من أجلهم لكن عملي هنا هو أني مدرب و أحاول إفادة الفريق لا شيء أكثر من ذلك.
قبل قدومك قطعاً لم يكن أحد يتوقع حدوث ذلك، كيف رأيت تلك الأوقات العصيبة ؟
بالطبع لم يكن أحد يتوقع ذلك بكل تأكيد، و فجأة تغير كل شيء، لكن هذه هي الحياة أحياناً تتبدل الأمور من يوم لآخر و أحياناً لا تعلم كيف أو لماذا، و أنا شخصياً لا أفضل عمل "فيلم" من هذه الأمور لكنها في النهاية صدفة، أنا متواجد هنا و تزامن مع ذلك حدوث الثورة .. صدفة ليس أكثر.
هل تعتبرها صدفة جيدة أم سيئة ؟
ليست جيدة و ليست سيئة الأمر ليس كذلك، لكن الجانب الإنساني بداخلي يجعلني سعيد من أجل سعادة الناس لأني أريد السعادة للجميع.
ما الذي أعجبك في كرة القدم المصرية ؟
أعجبتني كثيراً شخصيات اللاعبين، أعجبتني الظروف المهيأة لنا للعمل، الروح كانت رائعة أيضاً .. أعتقد أنهم لديهم بعض المشاكل في النواحي الفنية لأن التأسيس في الأعمار الصغيرة لم يكن على أفضل مستوى و بالتالي هناك الكثير من الأمور الهامة التي يضطرون لتعلمها على الكبر، لكن هذا يحدث في كل مكان ليس في مصر فقط خاصة في أفريقيا.
جئتم بعد رحيل حسام البدري و كانت الأمور ليست على ما يرام و بالتالي كان عليكم ضغوط كبيرة في ظل جماهير لا تقبل إلا بالبطولات .. هل مثل ذلك ضغطاً زائداً عليكم ؟
هو أمر طبيعي، الجماهير لا تبالي بالمشاكل التي يعاني منها النادي و ما يعنيها و ما تأتي من أجله هو البطولات و الانتصارات، هو وضع طبيعي خاصة في الفرق الكبيرة مثل النادي الأهلي، لكن بالنسبة لنا الضغط علينا في نادي مثل الأهلي يكون طوال الوقت و ليس في هذه الأوقات فقط، حتى إذا كنا جئنا قبل حسام البدري أو في أي وقت آخر فالضغط موجود و بنفس الحجم، إذا فزنا بالدوري بالجمهور يرغب في الحفاظ على البطولة، و إذا خسرنا الدوري فالجمهور يتعطش من أجل إعادته، لكننا جئنا و نحن نعلم ما علينا فعله.
سمعت عن ما يقال حول تجهيز مانويل جوزيه لك لتصبح المدير الفني القادم للأهلي ؟
سمعت عن هذا أكثر من مرة، لكن هذا في علم الغيب، و في كرة القدم لا يمكنك التوقع أبداً .. في الحياة كلها لا يمكنك التوقع، فكما قلنا لم نكن نتوقع حدوث الثورة و حدثت و اختلفت الحسابات .. صعب جداً أن أتوقع المستقبل خاصة في أمر مثل هذا.
لكن تدريب فريق مثل الأهلي ألا تتفق معي أنه أمر رائع ؟
بالطبع، لكن كل ما نقوله الآن افتراضات ليس أكثر، لا أحد يعلم من سيستمر أين، هل سأستمر هنا أم لا، هل سيستمر جوزيه أم لا.. في كرة القدم يصعب التوقع.
ما الذي تعلمته من العمل مع جوزيه ؟
أتعلم منه كل يوم، أتعلم منه أمور في التدريب، علاقته باللاعبين، علاقته بالإدارة، علاقته بالإعلام .. كل هذه أمور أحاول أن أتعلمها و ألتقط منه خبرته لأنها تصنع فارق بين مدرب و آخر.
من الناحية الفنية و التكتيكية، ما الذي لم يعجبك في فريق الأهلي عندما جئت و شاهدت شرائط مباريات الفريق ؟
أشعر أن مهمتنا هنا قد تكون أكبر من أماكن أخرى، فاللاعبين هنا كلهم عاطفيين، يفكرون كثيراً بقلوبهم لكن هناك أوقات لابد أن يفكروا بعقولهم، الأمر لا علاقة له بالاحتراف من عدمه لكن أحياناً عندما تلعب بقلبك يكون هذا أمراً إيجابياً من ناحية و سلبياً من ناحية أخرى و لابد عليك أن تحافظ على الاتزان في ذلك، لأنك أحياناً تحتاج القلب، تحتاج أن تكافح و تقاتل أكثر و هذا يأتي من القلب، لكن دائماً تحتاج للعقل في المباريات و في رأيي أن كرة القدم لعبة للأذكياء، ربما لا يكون ذلك واضحاً للجماهير لكنه الواقع، من يفكر أفضل في المباريات غالباً ما يفوز.. تعلم أن اللاعبين دائماً يريدون أن يشاركوا بانتظام و يرغبون في لعب دور أساسي و دائماً ما يغضبون لو جلسوا على دكة البدلاء، و نحن عملنا ليس له علاقة بهذا، لكن في مصر و أفريقيا تحتاج للعمل في هذه الناحية كثيراً.
أبوتريكة .. سمعت عنه كثيراً ثم جئت للعمل معه، كيف وجدته ؟
رأيي من رأي جماهير الكرة المصرية كلها، رائع كلاعب و كشخص و كمحترف، أبوتريكة نجم كبير و أحياناً تتغير طبيعة النجوم مع الشهرة و المال لكن أبوتريكة ليس كذلك، بل هو مثال للاعب و الشخص الرائع.
أصبحت الجماهير تتوقع مستقبل كبير لأمير سعيود، ما رأيك في ذلك ؟
ما يفعله الناس و الإعلام مع أمير سعيود الآن هو أكبر خطأ، هذا الكم الخرافي من الضغط ليس جيد من أجله على الإطلاق، الكل الآن يتوقع أن يسجل أمير سعيود في كل مباراة و أن يتحمل مسئولية الفريق بينما يجب أن يتركوه ليلعب على حريته .. أمير لديه من العمر 20 عاماً، ميسي يبلغ من العمر 23 عاماً و لم يبرز بشكل خارق إلى العام الماضي أو الذي قبله، سجل 5 أو 6 أهداف في موسم ثم ارتفع مع المواسم و سجل هذا الموسم فوق الـ40 هدفاً لأنه تدرج بشكل طبيعي، أمير مازال صغير السن و الضغط الزائد من الممكن أن يقتل ظهوره و تدرجه.
محمد ناجي جدو، من نجم خارق للعادة في المنتخب للاعب ملازم لدكة البدلاء .. كيف ترى هذا اللغز ؟
جدو يتعرض لنفس الأمر و نفس مشكلة أمير، طموحات الجماهير و توقعاتها من جدو مرتفعة للغاية و هو ما يسبب مشكلة أحياناً لأنه قد لا يستطيع إرضاء تلك الطموحات العالية، بالنسبة لي و بالنسبة للجهاز الفني بالكامل جدو يؤدي بشكل رائع و هذا هو المستوى الذي نحتاجه منه هذه الفترة، و أعتقد أن جدو سيكون في الفترة المقبلة مهم جداً بالنسبة لنا مثلما كان مهماً في الماضي، و في آخر عدة مباريات نحن راضون تماماً عن أداءه.
ماذا عن اللاعبين الشباب، ما رأيك في ما لديكم من لاعبين صغار ؟ و ماذا تفعلون من أجلهم ؟
لا أريد أن أذكر أسماء بعينها، لكن لدينا لاعبين صغار لديهم فرصة كبيرة للتحسن و ليصبحوا لاعبين رائعين للأهلي و للمنتخب الوطني، ما يجب فعله معهم هو أن نترككهم ينمون بشكل طبيعي، لأن في هذه المرحلة العمرية يرتكب اللاعبون أخطاء كثيرة و هو أمر طبيعي في كرة القدم كلها و ليس في اللاعبين الصغار فقط، لكن الجميع يتوقع فور ظهور اللاعب أن يكون رائعاً و مثالياً و هو ما يضع ضغط زائد بداخل اللاعب نفسه، بعضهم يبلغ من العمر 17 و 18 عام و لديهم مستقبل كبير، لا يمكن أن تزن هؤلاء اللاعبين مثل من لديه 25 عام أو أكثر .. يجب أن نكون صبورين مع هؤلاء اللاعبين الصاعدين لأنها مرحلة حساسة، مع بداية الشهرة و الغناء المادي يجب أن يحافظ اللاعبين على اتزانهم و هي وظيفة المدرب، لكن أحياناً يفسد الضغط الكبير هذا الاتزان.
هل بدأ الجهاز الفني في تحديد أسماء بعينها يرغب في ضمها قبل بداية الموسم المقبل ؟
بالطبع، نعلم جيداً ما يحتاجه الفريق، و نعلم طبيعة اللاعبين الذين نرغب في ضمهم و نحدد أسماءهم و نبلغ بهم الجهة المختصة لذلك، و بالطبع الأسماء تعتبر من أسرار الجهاز الفني و أسرار عملنا.
مع تقارب فارق النقاط في بطولة الدوري تزايدت بشدة آمال الجماهير في البطولة، كيف ترى فرص الفوز بها ؟
كما قلت لك في كل الأوقات ينتظر الجمهور الفوز فقط، مع فارق النقطة لدينا فرصة بالطبع لكنه ليس أمراً سهلاً خاصة أن لدينا مباريات صعبة أمامنا، لكن بالمناسبة إذا سألتني عندما كان الفارق ست نقاط كانت ستكون إجابتي مطابقة، فدائماً لدينا فرصة و نعمل من أجلها، و أنا لا أستطيع أن أعد بشيء لكني أتوقع أن نفوز بالدوري.
بالنسبة لبطولة أفريقيا، كيف ترى حظوظ الفريق فيها ؟
هي نفس طموحاتنا في بطولة الدوري ينطبق الأمر نفسه على بطولة أفريقيا، تعلم أنها بطولة صعبة و ليست سهلة لكننا فريق كبير، و كل الفرق تنظر لمباراتهم معنا كواحدة من أصعب المباريات، لذلك يجب أن يكون طموحنا كبير و أن نعمل من أجل الفوز للبطولة.
هل يتسلل القلق لديك من ارتفاع معدل الأعمار خاصة مع بطولة مثل بطولة أفريقيا تحتاج للسرعة ؟
و لماذا لا يكون العكس، فبطولة أفريقيا تحديداً تحتاج للخبرة أيضاً، في مثل هذه الأجواء المشحونة و المضغوطة اللاعبين أصحاب الخبرة يستطيعون التعامل معها أفضل من غيرهم بكثير.
ماذا تقول للجماهير الكبيرة ؟
جماهير رائعة، و منذ أن وصلت هنا استقبلونا أفضل استقبال و يساندونا أكبر مساندة و هم لاعبنا رقم 12، لدينا 11 لاعب في الملعب و لاعب هام آخر في الخارج، دورهم هام جداً و عندما نلعب مباراة صعبة يدفعونا للأمام و نشعر بهم كثيراً و أقول لهم استمروا كما أنتم، ساندوا الفريق و ضعوا ثقتكم فيه و هذا هو أهم شيء لدينا، و أنا أعلم أن مؤمنون بنا جداً لأني رأيت سلوكهم و مساندتهم لنا .. أحياناً لا نؤدي بشكل رائع لكن المؤكد أن اللاعبين يقاتلون من أجلهم و هذا هو المهم.