لم نعتد التخوف من أى مواجهة كروية مهما كان المنافس ، ولكن فى ظل ظروف معاكسة كثيرة قبل خوض الفريق لمباراة مصيرية فى بطولة رابطة الأبطال الأفريقية ، بين غيابات مؤثرة للغاية وتراجع مستوى البعض وذكريات ليست جيدة أمام الفرق الصغيرة فى تلك البطولة ، وخاصة بعد التعادل السلبى فى لقاء الذهاب وظهور بعض الخطورة للمنافس .. فإن مباراة الإياب بين الأهلى وزيسكو لن تكون سهلة أبدا ، إلا إذا وفق الله الفريق فى التركيز الشديد وقنص كل الفرص المتاحة لتسجيل عدة أهداف سريعة تنهى أمل المنافس وتمنح الأهلى تذكرة العبور إلى دورى المجموعات ( دور الثمانية ) بعد فترة طويلة إلى حد ما .. والأهلى لها بمشيئة الله !
أرى أن غياب "حسام غالى" تحديدا هو الأكثر تأثيرا على الفريق ، رغم الاعتراف بابتعاده عن مستواه فى الفترة السابقة ، إلا أنه هو الوحيد المتمرس حاليا فى مركز "الليبرو" الذى يلعب به الفريق منذ فترة ، ولهذا فإن مهمة "شريف عبد الفضيل" إذا ما تواجد فى هذا المركز كما ظهر بشكل ما فى التدريبات ستكون كبيرة وحاسمة للغاية فى دفاع الفريق .. وفى نفس السياق ، فإن غياب "محمد فضل" هو الآخر مؤثرا بشكل كبير خاصة أنه المهاجم الذى ينقذ الأهلى فى الآونة الأخيرة خاصة مع حالة اللا توفيق المستمرة التى تطارد كل رؤوس الحربة ...
وإذا كان "أبو تريكه" يعود تارة لتقديم أداء جيد وتارة أخرى يخفق ، فإن غيابه – حتى وإن بدا أنه أقل تأثيرا – يحرم الأهلى من وجود صانع لعب قدير يمكنه فى لحظة مهما كان مستواه أن يمنح المهاجمين تمريرة سحرية تنهى كل شئ ، وعلى نفس المنوال يسير غياب "شكرى" خاصة مع عدم مشاركته طيلة الفترة الماضية .. ويظل غياب "عماد متعب" بمثابة نقطة مؤرقة للجميع حيث كلما دخل الفريق فى مواجهة حاسمة تحتاج إلى قناص ماهر ، يتذكر الجميع ما كان يمكن أن يفعله تواجد متعب فى صفوف فريقه !
لكن يظل تواجد ( الساحر الحقيقى طيلة سنوات طويلة مضت ) – الزئبقى محمد بركات – بمثابة الأمل الأكبر للفريق ، فهو الذى أنقذ الاهلى كثيرا فى مباريات عديدة ليس هذا المجال لذكرها طيلة مواسم سابقة ، كان الفريق كله يعانى من غيابات هائلة إلا أن "بركوته" كما يحلو لمحبيه مناداته كان يظهر كالفارس النبيل فوق صهوة جواده ، لينطلق كالسهم مقتنصا هدفا أو ممررا لآخر حاسما ينهى أى معركة كروية لصالح فريقه ومحبيه .. ولا زلت أكرر أن هذا اللاعب " محمد بركات " هو أحد أفضل خمسة لاعبين فى تاريخ كرة القدم المصرية ، وأتمنى أن يأتى اليوم القريب بإذن الله لأقدم عملا متكاملا عن هذا اللاعب يمنحه حقه الذى يستحقه كنجم كبير يقدم "كرة قدم مختلفة تماما عن الكرة المصرية المعروفة" !
ولن يكون هناك قلقا كبيرا على خط وسط الفريق ، الذى يمتلك ذخيرة جيدة عندما تلتزم بالتركيز وعدم التوتر أو العصبية التى شاهدناها مؤخرا فأن هؤلاء اللاعبين قادرون تماما على إيقاف المنافس مبكرا وقبل الوصول إلى مناطق الخطورة ، ومع عودة "وائل جمعه" فيمكن القول أن الدفاع سيكون جاهزا للمواجهة بإذن الله ، مع اكتمال الجبهة اليسرى واليمنى بلاعبيها .. ويبقى فقط توفيق الثلاثى ( جدو ، حسنى ، دومينيك ) الذى نحتاج إليه كثيرا قبل حاجتهم هم .. لأن تلك المباراة ستحتاج إلى أن تنتهى مبكرا وبأهداف صاعقة سريعة تقضى على مقاومة المنافس العنيد .
خلال مباراة ( غير مرئية ) قبل أسبوعين من الآن انتهت بالتعادل السلبى ، تحكم الفريق فى رتم المباراة ( أو لنقل الشوط الثانى الذى ظهرت منه بعض المشاهد ) ولو غامر الأهلى قليلا فى آخر نصف ساعة لكان سجل هدفا أراحه كثيرا اليوم ، بينما كانت قمة الخطورة لفريق زيسكو فى آخر ربع ساعة من اللقاء حيث توالت هجماته والتى شكلت خطورة فى اثنتين منها او ثلاثة تقريبا ، لكن براعة "أحمد عادل عبد المنعم" الذى يتقدم مستواه يوما بعد يوم ومباراة عقب الأخرى حرمتهم من تسجيل أى أهداف كانت ستجعل مهمة الأهلى أكثر صعوبة ... وإذا كنا نقر بأن المنافس – رقميا – صاحب خط هجوم قوى وفعال ، إلا أن البعض يتناسى أن هذه الأرقام عند تحليلها يجب أن تضعها فى ميزان معين ، وأقصد به حجم منافسيه فى الأدوار السابقة وطبيعة وقوة خطوطهم وخاصة خط الدفاع .. فأحيانا تحمل الأرقام شكلا إيجابيا مقابل مضمونا لا يشكل خطورة ، وهذا هو التحليل الرقمى العلمى الذى نراه فى أوروبا !
لا لتهويل الأمر أو تهوينه ، فقط على الكل أن يدرك أنها مباراة هامة للغاية بالفعل ولكن المنطق قد يرجح قليلا كفة النادى الأهلى ، بشرط أن يلتزم اللاعبون داخل الملعب بخطة واضحة المعالم أكاد أثق فى أن "جوزيه" سيعتصر ذهنه للخروج بأفضل شكل لها ، وأتمنى داخليا أن يشارك ( ثنائى هجومى ) من البداية " حسنى و دومينيك " مع وجود "بركات" حر أسفلهما .. ولن تكون هناك مشكلة على مقاعد البدلاء فى ظل وجود "جدو" و "مانجا" ، والأخير يجيد كثيرا فى اللعب خلف رأس الحربة .. وأود فقط أن أعرض وجهة نظرى المتواضعة فى تشكيل المباراة ، ليكون كالآتى :
أحمد عادل عبد المنعم
أحمد السيد – شريف عبد الفضيل – وائل جمعه
سيد معوض – حسام عاشور – محمد شوقى – أحمد فتحى
محمد بركات
دومينيك دا سيلفا – أسامه حسنى
قد أكون محقا أو مخطئا .. إلا أن المسئول الأول والأخير عن هذا هو "مانويل جوزيه" ، والذى يود المرور بفريقه من مرحلة المطبات الصعبة فى البطولة الأفريقية .. وهو يدرك جيدا ان الوصول إلى مرحلة المجموعات تعنى ان الفريق سيمتلك فرصة كبيرة لاحقا بإذن الله فى المرور نحو المباراة النهائية والمنافسة الحقيقية على لقب بطولة اشتاق لها هو شخصيا مثلما افتقدها جماهير الأهلى منذ رحيل الساحر .
كل الأمنيات الطيبة للأهلى بالفوز والتأهل بإذن الله ، وأتمنى أن نقدم مباراة كرة قدم حقيقية نظيفة وشريفة تليق بسمعة الكرة المصرية ، وكفانا شغبا وتوترا وشماريخ .... فصورة لقاء الزمالك الأفريقى الأخير ، وصورة لقاء الأفريقى التونسى قبل ساعات تشير الحزن والبكاء على حال لعبة رياضية أصبحت مرتعا للأشرار فى هذا الزمان !